الحب بعد الزواج

مقال كتبه أخونا أبو رفيدة قبل موته
وحيب علمي هو أخر مقالاته

يسري صابر فنجر [url=mailto://][/url]

الزواج لقاء بين جسدين في الحياة تجمعهما نفس واحدة {وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}[ الروم : 21 ] وفي عالم الخلق الأول خلقت حواء من آدم فصار التوافق والتجانس والميل بين الزوجين كما بين آدم وحواء فلا تكتمل نفس أحدهما إلا مع الآخر بل قد يذوق كل منهما الموت بمفارقة صاحبه وتدب الحياة في كليهما بالامتزاج فسبحان الله القائل: {وخلق منها زوجها} [ النساء: 1] ومنذ تقابل الرضا وتجانس الوفاق انعقد رباط مقدس على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وكانت رنة الفرح إيذاناً بصحبة الأبد فافتح لها القلب لتسكن فيه دعها ترى الترحاب في عينيك وفي امتداد ذراعيك وفي تمتمة شفتيك أهلاً وسهلاً في القلب قبل البيت. إن الرجل سيد البيت حقيقة وحكماً وبما أن سيد القوم خادمهم فالرجل يعين زوجته على شئون بيته ويساعدها في كل ما يطيقه من أعمال ولا يأنف إنه يقوم بدور السيد والخادم معاً ويجد السيادة في أداء الخدمة فعن الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ قال: سَأَلْتُ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - مَا كَانَ النبي - صلى الله عليه وسلم - يَصْنَعُ في الْبَيْتِ قَالَتْ: كَانَ في مِهْنَةِ أَهْلِهِ، فَإِذَا سَمِعَ الأَذَانَ خَرَجَ. والزوجة لا تتوانى عن مساعدة زوجها في شئونه الخاصة والعامة حتى وإن كانت متعلقة بوظيفته وعمله فهي زوجته وخادمته كلاهما يخدم الآخر ويستمتع بالخدمة؛ لأنها تعبر عن الحب والرخاء والصفاء الذي ينعما به وتنعم به ذريتهما ويتحملا المتاعب والمصاعب والمسئولية من أجل ذلك ومن أجل أن تتصاهر الأسرتان (أهل الزوج وأهل الزوجة) في نطاق هذا الرخاء والعطاء. الواقع أن الحب الذي يأتي قبل الزواج هو الحب الذي يمس القلب البكر وهو كالأرض الخصبة التي لم تزرع ولكنها صالحة للزراعة فتحتاج ما يؤهلها للحصاد من زرع وسقيا ورعاية واهتمام وخدمة... فالفتى يحلم بفتاة معطاءة تحبه وتتمناه زوجاً لها، والفتاة تحلم برجلها المنتظر وفارسها المغوار وكل هذا في الواقع أحلام وردية وأماني ظاهرها جميل لكنها خداعة بعيدة عن الواقع بعض الشئ وغالباً ما ينشأ عنها علاقات آثمة. أما الحب بعد الزواج فهو الحب الحقيقي ؛ لأنه حب صادق تجرد من الخيال والوهم والتصور والأحلام والأماني إنه الحب الذي اشترك في نسيجه الدين والعقل والعاطفة والواقع وتعاونا على تنميته وازدهاره فقد أثمرته العشرة الطيبة فآتى أكله حياة ناعمة مستقرة؛ لأن الزوجة عرفت طريقها إلى قلب زوجها فبادرت باحتلاله والزوج كذلك نصب شباكه حول قلب الزوجة فأوقعها في حبه كل منهما يؤدي دور المحب والمكمل للآخر ولا يلعب الدور مجاملة أو تظاهراً بل واقعاً محسوساً كل منهما يستلذ التضحية ليسعد الآخر ويؤثر الآخر على نفسه. ليس ما قلته خيالاً ولا مثالية زائدة بل هو واقع حثت عليه الشريعة الإسلامية وتعايشه بعض الأسر في بساطة ووئام فقد خلت من الأفكار الغربية والأفلام الرومانسية والأوهام القصصية الإعلامية وعايشت الإسلام بنصوصه السابقة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم برجالكم من أهل الجنة؟ النبي في الجنة، والشهيد في الجنة، والصديق في الجنة، والمولود في الجنة، والرجل يزور أخاه في ناحية المصر في الله في الجنة; ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟ الودود الولود العئود التي إذا ظلمت قالت: هذه يدي في يدك لا أذوق غمضا حتى ترضى" حسنه الألباني في صحيح الجامع. وقال أبو الدرداء لامرأته: "إذا رأيتني غضبت فرضني، وإذا رأيتك غضبى رضيتك، وإلا لم نصطحب". خطب عمرو بن حجر ملك كندة، أم إياس بنت عوف بن محلم الشيباني، ولما حان زفافها إليه خلت بها أمها أمامة بنت الحارث، فأوصتها وصية، تبين فيها أسس الحياة الزوجية السعيدة، وما يجب عليها لزوجها فقالت: أي بنية: إن الوصية لو تركت لفضل أدب لتركت ذلك لك، ولكنها تذكرة للغافل، ومعونة للعاقل. ولو أن امرأة استغنت عن الزوج لغنى أبويها، وشدة حاجتهما إليها - كنتِ أغنى الناس عنه، ولكن النساء للرجال خلقن، ولهن خلق الرجال.أي بنية: إنك فارقت الجو الذي منه خرجت، وخلفت العش الذي فيه درجت، إلى وكر لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فأصبح بملكه عليك رقيبا ومليكا، فكوني له أمة يكن لك عبدا وشيكا. واحفظي له خصالا عشرا، يكن لك ذخرا.أما الأولى: الخشوع له بالقناعة. والثانية: حسن السمع له والطاعة. والثالثة والرابعة: فالتفقد لمواضع عينه وأنفه، فلا تقع عينه منك على قبيح، ولا يشم منك ألا أطيب ريح.وأما الخامسة والسادسة: فالتفقد لوقت منامه وطعامه. فإن تواتر الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة. وأما السابعة والثامنة: فالاحتراس بماله والرعاية على حشمه وعياله، وملاك الأمر في المال حسن التقدير، وفي العيال حسن التدبير. وأما التاسعة والعاشرة: فلا تعصين له أمرا، ولا تفشين له سرا، فإنك إن خالفت أمره أو غرت صدره، وإن أفشيت سره لم تأمني غدره. ثم إياك والفرح بين يديه إن كان مهتما، والكآبة بين يديه إن كان فرحا. إن البركة في الحياة الزوجية واستقرارها تتحقق عندما تكون بدايتها طيبة بعيدة كل البعد عن معصية الله وغضبه لتكون بمنأى ومعزل عن شياطين الجن والإنس

شكرا

شكرا

شششششششششككككككككككككككككررررررررررررررااااااااااااا

شكراًرحمه الله