خـرج الغـواني!
يسري صابر فنجر
شعارات براقة.. وألفاظ رنانة.. ومطالبات تشعر ظاهرها بالحق وفي باطنها باطل مستور وسم زعاف.. ينتشر في كيان الأمة فيهدم مستقبلها ويحطم أجيالها القادمة ويدمر آمالها.. يقول حافظ إبراهيم:
خرج الغواني يحتججن ... ورحت أرقب جمعهنه
فإذا بهن تَخذن من ... سود الثياب شعارهنه
فطلعن مثل كواكب ... يسطعن في وسط الدجنه
وأخذن يجتزن الطريق ... ودار سعد قصدهنه
يمشين في كنف الوقار ... وقد أَبَن شعورهنه
وإذا بجيش مقبل ... والخيل مطلقة الأعنة
وإذا الجنود سيوفها ... قد صوبت لنحورهنه
وإذا المدافع والبنادق ... والصوارم والأسنه
والخيل والفرسان قد ... ضربت نطاقاً حولهنه
والورد والريحان في ... ذاك النهار سلاحهنه
فتطاحن الجيشان ... ساعات تشيب لها الأجنة
فتضعضع النسوان ... والنسوان ليس لهن منة
ثم انهزمن مشتتات ... الشمل نحو قصورهنه
فهؤلاء النسوة صورهن شاعر النيل في أسلوب ساخر خرجن بمسرحية هزلية أسفرت عن حقيقية مطالبهن التي كان ظاهرها المطالبة بخروج الاستعمار والتظاهر ضد الاحتلال، فخرجن عن فطرهن التي فطرهن الله عليها وأسفرن عن وجوههن وشعورهن وأبدانهن، وخلعن ثوب الحياء وتاج العفة والوقار.. بل أحرقنه إمعاناً في المكيدة والمخادعة والولاء للمحتلين!
وغواني اليوم طرقن أبواب الغرب ومؤتمراتهم باسم الحقوق والحرية؛ فحشدوا ما استطاعوا من هيمنة دولية وسيطرة أممية ليطالبوا دولهم ومجتمعاتهم بسراب بقيعة يجدون في بنوده شذوذاً ينزع ثياب الفطرة ويخالف الخلقة ويبدي العورات التي أمر الله بسترها.. يحسبونها حقوقاً ومساواة فصاروا لقمة سائغة لدى الغرب يلفظونها متى شاؤوا ويسخرونها أينما أرادوا ويوجهونها أينما صاروا.
غواني اليوم قسمان:
قسم سخر قلمه ومواهبه في روايات ومقالات ودراسات وبحوث وبرامج ليحكي واقع سطره في بنات أفكاره، جمع فيه كل شاذ عن مجتمعه المسلم المحافظ، فيصوره كبتاً واضطهادا وحبساً وتسلطاً، ثم يحكي انفتاح الغرب وإباحيته، فيصوره تمدنا ورقياً وتحضراً، لسان حالهم وألفاظهم وأفعالهم: لنرفع الحجاب عن وجه المسلمة ونضعه على المصحف.
وقسم سخر جسده ليفتن به المجتمع المسلم عبر قنوات هابطة وبرامج فاسدة، لسان حالهم وألفاظهم وأفعالهم: كأس وغانية تفعلان بالأمة المحمدية ما لم تفعله السيوف مجتمعة.
وهنا تتوارد الأسئلة الملحة:
ما دخل الاستعمار والتظاهر ضد الاحتلال بثياب تخلع ثم تحرق تحت دعوى التحرير وفي ميدانه؟ أهذه رسالة المرأة المسلمة وحقوقها؟!
ما الذي جعل الإعلام يسخر ليحكي أفلام هابطة ومناظر داعرة؟! أهذه رسالة الإعلام؟!
ما الذي جعل الثقافة في روايات أغلبها مترجم تحكي انحراف الشباب والفتيات بل تحكي الشرك.. أهذه رسالة الكلمة وشأن الثقافة؟! أو لمثل هذا تسخر الترجمة؟!
[center]