أرشدنا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أصل مهم تبنى عليه العلاقات العامة بشكل سليم وآمن، وذلك في حديث "من غش فليس منا". والغش من سمات النقص في شخصية الإنسان، والغاش إنما تعود على الغش نتيجة أفعاله المشينة، واليك صديقي الطفل هذه القصة، لعلنا نأخذ منها العبرة:
حضر موعد الاختبارات الشهرية، وأخبر المدرس التلاميذ بموعد اختبار مادة الرياضيات، ولا يخفى عليك صديقي الطفل أن الامتحانات الشهرية من المهم جدا الاعتناء بها لأنها تعيننا على المداومة في استذكار الدروس وبناء تصورات مفيدة عن كل مادة، وذلك يعين - بإذن الله - على سهولة اجتياز الاختبارات النصفية والسنوية بسهولة ويسر.
شرع طلاب الفصل في الاهتمام بالمادة، لكن بدرا لم يول الموضوع أي أهمية، حيث اعتاد على الخروج عصرا ولعب الكرة مع أصدقائه إلى الليل، ثم العودة الى البيت في وقت متأخر، وإهمال مذاكرة الدروس الماضية في مادة الرياضيات.
حضر موعد الاختبار وأحضر مسعود ورقة بيضاء وقام بنقل حلول بعض المسائل فيها، وحينما قام المدرس بتوزيع الاسئلة ولاحت منه التفاتة إلى بدر وجده يغش، فتركه على حاله، إلى ان انتهى الوقت المحدد للإجابة على الاسئلة.
سلم بدر الورقة للمدرس وقد قام بالإجابة على كل الاسئلة اعتمادا على الورقة التي قام بالغش عن طريقها، وذكر للمدرس بأنه قام بحل الاسئلة بسبب أنه ذاكر جيدا.
رغب الأستاذ أن يلقن بدرا درسا مهما في توضيح أثر الغش في الامتحان، وقرر المدرس إمضاء بقية وقت الحصة في حل أسئلة الامتحان، وهنا طلب من بدر حل السؤال الأول.
قام بدر إلى السبورة وحاول أن يحل السؤال فلم يستطع، وأدعى أنه نسي الجواب!
انفرد المدرس ببدر وقال له: (رأيتك يابدر وأنت تغش، لكن حتى لو استطعت ان تخدعني فلن تخدع الله). اعتذر بدر من مدرسه وحدد له المدرس موعدا آخر للاختبار تكرما منه، ولما حضر الموعد أيضا لم يستطع بدر الجواب على أي سؤال لأنه لم يذاكر ولم يغش!!