العرب ودولة بني صهيون

نظر أحمد إلى عمير نظرة استهتار واستخفاف وهو يقول في الوقت ذاته: كيف تجرؤ على هذا؟ أتدري ما يمكنني فعله بك؟؟ أجابه أحمد بشجاعة: نعم أدري لكن ذلك لا يهمني المهم لدي هو إثبات تورطك في تلك المؤامرة الإسرائلية والتي تسببت في نقض إسرائيل لاتفاقية السلام التي أقيمت بينها وبين مصر في عهد الرئيس أنور السادات وكذلك مهاجمتها للجولان وإنهاء محادثات السلام غير المباشرة التي كانت تتم بينها وبين سوريا بوساطة تركية وكذلك مهاجمتها للبنان وإستلائها على العاصمة بيروت وطرد جميع اللبنانين بها ألم تسمع تصريح الرئيس السوري بشار الأسد بأنه لا بد أن يكون هناك خونة في صفوف العرب وأنه إذا لم يتم الانتقام منهم فلن تقوم للعرب قائمة بعد اليوم وكذلك تصريح الرئيس اللبناني ميشيل سليمان بأنه من الأكيد أن هناك خونة على مراتب عليا في مصر وسوريا ولبنان وربما في الأردن فصرخ عمير فيه: اسمع أيها الحقير إذا لم تخرج من مكتبي الأن سأمزقك إرباً إرباً

اجتماع طارئ لرؤساء الدول العربية ووزراء خارجيتها يوم غد ذلك الخبر الذي كان يتصدر الصفحات الأولى من جميع الصحف العربية دون استثناء وكان الكل ينتظر ذلك اليوم وجاء الغد وبدأ الاجتماع في قاعة جامعة الدول العربية في القاهرة وكان الاجتماع خطيراً وسرياً جداً لم يعلم أحد بما جاء فيه سوى عدد قليل جداً من الأشخاص فبالإضافة إلى رؤساء الدول العربية ووزراء خارجيتها حضر الاجتماع مدير المخابرات المصري والسوري واللبناني وانتهى الاجتماع وخرج الجميع عدا المسؤلين في الدول الثلاثة مصر ولبنان وسوريا واتفقوا على منع تصدير أي شيء إلى إسرائيل فمصر ستوقف تصدير الغاز والقطن وستغلق جميع المعابر بينها وبين إسرائيل وستغلق أبوابها في وجوه أي إسرائيلي يطرقها وكذلك سوريا ولبنان وبدأت حالة الاستعداد القصوى للحرب في الدول الثلاثة واتفقوا أيضاً على إيقاظ جميع جواسيسهم النائمين في إسرائيل والمقصود بمصطلح الجاسوس النائم يقصد به جاسوس يتم زرعه في قلب العدو حتى يبلغ أعلى المراتب في دولته ويمكنه الإطلاع على أي سر من أسرارها وعند الحاجة إليه يتم إيقاظه وكان من بين هؤلاء الجواسيس الجاسوس المصري XHH وهو بطل قصتنا

اجتمع جميع قادة أجهزة المخابرات في مصر وسوريا ولبنان لبحث مواقفهم وعرض كل منهم رأيه وكان رأي قادة المخابرات اللبنانية هو تقوم مصر بمهاجمة إسرائيل ثم تقوم بالانسحاب وتقوم سوريا بمهاجمتها مرة أخرى ثم تنسحب ومن ثم تقوم لبنان وجيشها بمهاجمة إسرائيل ثم تنسحب وتهجم مصر وسوريا على إسرائيل وبعد يوم تنسحب سوريا ويتقدم بدلاً منها الجيش اللبناني وبعد يومان ينسحب الجيشان ثم بعد ذلك بثلاثة أيام يهاجم الثلاثة ويضربون إسرائيل ضربة رجل واحد وهي منهكة فلا تستطيع الصمود وكان رأي مخابرات مصر غير ذلك وهو أن تقوم الجيوش الثلاثة بمهاجمة إسرائيل وينتهي الأمر وأما قادة سوريا فكان رأيهم نفس رأي قادة لبنان ولكن قبل كل ذلك كان عليهم إيقاظ جواسيسهم النائمين ومن هنا بدأت كل دولة بدراسة شاملة لكافة جواسيسها واختارت لبنان الجاسوس MNLواختارت سوريا جاسوسان هما 3UU و ZXZ وأما مصر فاختارت XHH

استيقظ XHH في منزله في تل أبيب وصلى الفجر ثم جلس يستغفر الله إلى طلوع الشمس وبعدها عمد إلى إحدى أجهزة الكمبيوتر التي تملأ فيلته وجلس عليها يتنقل بين المواقع المختلفة والبرامج المختلفة وكان أيضاً يراقب الحدود المصرية الاسرائلية باستخدام برنامج جوجل إيرث كقضاء على الوقت ثم عندما أذن الظهر صلاه في منزله حيث أنه لا يوجد أي مسجد بالمنطقة التي يقطن فيها وبعد أن صلى الظهر نزل وذهب إلى جاره ناصر وهو عربي سوري يقيم بجواره منذ فتره وكان قد دعاه على الغداء وبعد الغداء خرجوا في نزهة إلى خارج تل أبيب بقرب السياج الفاصل بين فلسطين والأراضي المحتلة ثم عندما أذن العصر صلوه جماعة وبعدها رجع كل منهم إلى بيته ولكن في أثناء الطريق تقابلوا مع نادر وهو سوري الجنسية أيضاً وتحدثوا قليلاً ثم عادوا إلى بيوتهم وكان المغرب على وشك أن يحين وقته وعندما حان وقته صلى XHH ثم جلس يقرأ في إحدى المجلات وبعدها كان العشاء قد حضر فصلاه ثم نام ولكن أثناء نومه وصله شيء كان ينتظره منذ مدة لا بل منذ ثلاث سنوات وشهرين وثلاثة وعشرين يوماً بالتحديد

استيقظ XHH على صوت جهاز الإرسال وهو يصدر تكات متتابعة فعمد إليه مباشرة ووجد به رسالة تقول سنخرج في نزهة إلى دولة السوفيت جهز الخيل وايقظه من نومه والقط والفأر بجوارك هم من أصدقائك من دولة الأسد فهم مغزى الرسالة بسرعة فالمقصود بالنزهة التجسس والسوفيت إسرائيل أم إيقاظ الخيل من نومه فيقصد به أنت لم تعد جاسوس نائم وقصد بالقط والفأر جاراه ناصر ونادر وأما دولة الأسد فيقصد بها سوريا صلت مثل هذه الرسالة وتبعتها رسالة أخرى تقول الفأر النادر يعرف مكان صديق أخر من بلد شقيق طبعاً يقصد أن نادر أو بالأصح3UU يعرف مكان الجاسوس اللبناني سامي أو MNL ولم يكد XHH ينتهي من فك شفرة الرسالة اللاسلكية وقراءتها إذا به تصله رسالة تقول لا تقابل الجديد إلا ب: الشمس لا تغرب في الصباح وكانت هذه كلمة السر فيما بين الجواسيس العرب بعد ذلك جلس XHH يسترجع ذكريات زرعه في إسرائيل حتى يكون صديقاً لأحد أعضاء الكنيست ورائداً في إدارة البريد والبرقيات لقد بدأ ذلك بالتدريب ويا له من تدريب شاق وصعب إلى أقصى حد ممكن

بعد أو وصل XHH الرسالة التي بها إشارة البدء والاستيقاظ عاد XHH بعقله إلى الرواء إلى ما يزيد عن الثلاث سنوات وتذكر كيف كانت تدريباته فلقد دخل في إحدى مدارس المخابرات وهي مدرسة سرية لا يعرف أحد اسمها حتى من يدرس بها وهناك تلقى تدريبات على العيش والحياة في الدولة العبرية نم فمن يدخل بهذه المدرسة كأنه ذهب إلى إسرائيل فالكل يتعامل بالعبرية ولا أحد يتعامل بالعربية ومن يتكلم العربية يلقى القبض عليه بتهمة الجاسوسية وهكذا أصبح من يدخل هذه المدرسة إسرائيلياً فلقد أصبحوا يفكرون بالعبرية ويتكلمون بها وكأنهم إسرائلين وبعدها سافر إلى روسيا باسم موشي إزفير إيام وهناك كان يبحث عن عمل بسيط يوفر له لقمة العيش لكنه كان يخفق في كل مرة حتى عرض عليه أحد أصدقائه الروسيين وهو يهودي أنا يسافر إلى إسرائيل وأنه هناك سيكون من أصحاب الملايين و ذهب موشي مثل عدد كبير من الشباب وراء هذا الوهم وهناك عومل بطريقة أخرى غير تلك التي تروج لها أجهزة الإعلام الإسرائيلية فهو يعتبر من اليهود الشرقيين وهم الطبقى السفلى من المجتمع الإسرائيلي وهم خدم اليهود الغربيين وهناك دخل دورة لتعليم اللغة العبرية بحروفها الطويلة واجتازها بتقدير مقبول وبعد ذلك اتخذ هيئة جديدة لرجل ميت يسمى إريل أولمرت بارك وأصبح ذلك الشخص الذي يصادق عدداً كبيراً من رجال الكنيست والرائد في وزارة البريد والبرق الإسرائيلية وانتهى عند هذا الحد فقد أحس بالنعاس يتسلل إلى جفونه فاستسلم له

استيقظ XHH في الصباح الباكر وصلى الفجر ثم خرج وتوجه إلى عمله وكان يبدوا سعيداً جداً فهذه أول مرة سيبدأ عمله الحقيقي فلن يكون إريل إنما سيكون الجاسوس XHH وكان وجهه يعكس فرحته وبدأ عمله وجمع في ذلك اليوم ثلاثة وعشرين رسالة صورها جميعاً بكاميرا سرية دقيقة موضوعه على عينه اليسرى بحيث إذا أغلقها تعمل الكاميراً وبعدها عاد إلى منزله فوجد ثلاث رسائل في جهاز اللاسلكي إحداها وصلته من داخل إسرائيل واثنتان من المخابرات المصرية قرأ الأولى فإذا بها بضع كلمات كان لها أثر كبير عليه وكانت هذه الكلمات هي: أيها الجاسوس سأحطمك تركها جانباً ثم قرأ الرسالة المصرية الأولى فإذا بها أن جاسوس لبنان قد اكتشف وسيحكم عليه بالإعدام والأخرى أن جاسوسا سوريا كشفا هما أيضاً وقتلا أثناء محاولاتهما الفرار لم يصدق XHH نفسه كيف حدث هذا في يوم وليلة لا بد أن إسرائيل عفي غاية الحذر لتكتشف الجواسيس بهذه السرعة وفجأة راوده قلق كبير تذكر الرسالة التي تقول بأنه هناك من يعرف أنه جاسوس فجأة نبهته حاسته السادسة بأن هناك رائحة خطر قريب فأخذ مسدسه وأغلق النور ثم انتظر خلف الباب وكان مخطئاً في ذلك فلقد جاء الخطر من النافذة وليس من الباب وهاجمه سبعة رجال من إدارة مكافحة الجاسوسية وكما يقال الكثرة تغلب الشجاعة

لم يكن باستطاعة XHH فعل شيء فلقد هاجمه سبعة من رجال مكافحة التجسس وكان سيشتبك معهم ولكنه سمع أطواق سيارات الشرطة ثم هدير مروحة طائرة ثم سمع صوت مروحة طائرة أخرى فعلم أنهم أحكموا الحصار عليه ولكنه لم يستسلم وبدأ يعد خطة للهجوم ولكن رجال مكافحة التجسس سبقوه فقد بدؤوا بضربه حتى أغمي عليه وسقط سقط في تل أبيب في مقر الأسد لا بل بين أنيابه ولقد بدؤوا في استجوابه واعترف بكل شيء كل شيء بدون استثناء وعرض عليه العمل مع الإسرائيليين ويا ترى ماذا كان رده

الموافقة نعم لقد وافق XHH لأنه لم يجد مخرجاً غير ذلك وبدأ العمل بكل إخلاص ومن مرتبة إلى أخرى حتى وصل إلى مرتبة يمكنه فيها أن يتقل مدير الأمن العام نفسه وحينها عاد يفكر في انتمائه عاد يفكر في وطنيته عاد يفكر في عروبته عاد يفكر كيف يخون بلده كيف يقبل التعاون مع أشد الناس عداوةً للمسلمين وحينها عاد لعمله كجاسوس وقد أصبح في وضع أقوى وهكذا عادت لمصر قوتها في الصراع وكذلك للبنان وسوريا فقد كانت مصر تزودهما بالمعلومات وفي يوم ما أخبرهم XHH بأنهم لو شنوا حرباً على إسرائيل فإنها لن تصمد طويلاً لأن مئونتها من الغذاء والسلاح اقتربت من النفاذ ولن يمولها الإتحاد الأوربي مرة أخرى إلا بعد نهاية الشهر أي بعد 14 يوماً ووجدتها مصر وحليفاها فرصة قد لا تتكرر وأعلنوا الحرب وقامت الدول العربية بمساعدتها بالسلاح والرجال وانتصرت مصر وسوريا ولبنان وفي الصحف لم يذكر أحداً الرجل الذي كان سبباً في الانتصار فالقانون يعتبره خائناً تباً لذلك القانون إنه يوقف سير العدالة هذه الجملة قرأها شخص ما فكانت بداية لشيء خطير وجميل جداً في الوقت نفسه

تمت وأتمنى أن تكون قد أعجبتكم وانتظروا سلسلتي الجديدة العادل

شكرا

جزاك الله خيرا

جميلة ولها طابع خاص يجعلها تبدوا وكأنها حقيقية

روععععععععععة نريد المزيد